فصل: المقالة الثانية: السموم المشروبة الحيوانية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.المقالة الثانية: السموم المشروبة الحيوانية:

هذه السموم المشروبة الحيوانية منها ما هي لحم ذلك الحيوان وجملة بدنه كيف كان ومنها ما هي عضو خاص من حيوان ومنها ما هي رطوبة منه وكلى قسم على قسمين فمن ذلك ما يكون لجوهره مثل لحم الضفادع الآجامية ومنها ما يكون لعارض يعرض له مثل السمك البارد والشواء المغموم واللبن الجامد في المعدة.

.فصل في الحيوانات التي تقتل جملة أجسادها أو تفسد:

أمّا القسم الأوّل من قسميه: فكالوزغة والذراريح والضفادع والأرنب البحري والحرذون.
وأمّا القسم الثاني: فالسمك البارد والشواء المغموم.
فصل في الذراريخ الذراريح:
حادة حريفة قتّالة تحدث مغصاً ووجعاً في الأحشاء وبالجملة رجعاً ممتداً من الفم إلى العانة وأيضاً عند الورك والكليتين والشراسيف وتقرح المثانة تقريحاً موجعاً مورماً ويورم القضيب والعانة ونواحيها بالتهاب شديد ويقيم إلى البول فإذا أراد صاحبه أن يبول فإمّا أن لا يستطيع وإمّا أن يبول دماً وقطع لحم بوجع شديد وقد يعرض مع ذلك إسهال سحجي وغثي واختلاط عقل وسقوط عند القيام وغشي وثقل وأكثر نكايته بالمثانة ويجد صاحبه في فيه طعم القطران والزفت وأضر ما تكون هذه الحيوانات فيما يلي طلوع الشعرى قبل وبعد في الخريف.
فضل في العلاج يجب أن يقيّأ ويحقن بماء تودري ويجب أن يقع فيما يتقيأ به ويحقن النطرون وطبيخ التين أيضاً وتكون التقيئة متداركة وإن رأى أن يفصد حفظاَ للمثانة فعل ثم يسقى اللبن سقياً متداركاً ولعاب بزر قطونا وماء الرجلة والزبد الكثير ثم يحقن في هنا الوقت بماء الشعير والخطمي وبياض البيض ولعاب بزر الكتان أو بماء الشعير.
وماء الأرز أو طبيخ الحلبة أو طبيخ الخندروس والأمراق الدسمة ودهن اللوز ومخيض البقر جيد له وينقيه بماء العسل وحب الصنوبر الكبار والصغار والمبيبختج بشحم الأوز وشراب العسل والمطبوخ بالحبوب المدرة مثل: حب البطيخ والقثاء وطبيخ التين وشراب البنفسج وقيل إن سقي دهن السفرجل ترياق له ودهن السوسن وكذلك طين شاموس وينفعهم الإسهال بشراب إدرُومالي ويجب أن يقطر في إحليل شاربها دهن الورد بالزراقة بل بقمع لطيف ألين ما يكون ويستعمل الابزن الفاتر.
فصل في الأرنب البحري:
يعرض لمن سقي عنه ضيق نفس وعسره وحمرة عين وسعال يابس ونفث دم وعسر البول وبول الدم أو بول بنفسجي ووجع في المعدة وفي مفرط الصفراء ودم ويرقان وكرب ووجع كلية وبرازه يكون بنفسجياً وربّما كان مخاطياً ويعرق منتناً يعاف الطعام وإذا رأى السمك اشمأز منه فإذا صار لا يشمئز منه فقد عوفي ويجد طعم السمك المنتن في فيه وفي جشائه مع ملوحة أيضاً وأكثر من يعافى منه يقع في السل.
فصل في العلاج:
ينفع منه شرب لبن الماعز منفعة بالغة ولبن الأتن أيضاً ولبن النساء من الثدي وقضبان الخبّازي أو الخطمي الرطب مسلوقاً ومرقة السرطان النهري خاصة فإنه يقدر أن يأكله دون سائر المائيات والقنفذ الطري المشوي أو دمه والحرذون البحري لا يعافه ويأكل منه.
وأما من الأدوية القوية فالفودنج النهري طرياً ودم الأوز حاراً طرياً أيضاً وبول الانسان المعتق وأصول بخور مريم ثمان أوبولوسات بشراب أو قطران يشرب ذلك القدر بشراب أو في طلاء والخربق القليل في شراب.
وإذا جاء اليوم الثاني من هيجان الأعراض وسكنت اتّخذ له حبّ من الخربق الأسود والسقمونيا والغاريقون ورب السوس والكثيراء أجزاء سواء والشربة درهم فما فوقه قليلاً بجلاّب وعلامة برئه أن يرى السمك فلا يشمئز منه بل يأكله وإذا وقع في السل عولج السل.
فصل في الوزغة والحرباء:
لحم الوزغة قاتل وربما سقطت في الشراب وماتت فيه وتفسَّخت فصار ذلك الشراب كالسم يعرض من شربه القيء ووجع الفؤاد الشديد.
والحرباء أيضاً قتال قريب من هذا وبيضه كما يقال سمّ ساعة وسنذكره وقد قال قوم: إن هذه الدابة إذا طبخت ورُش طبيخها في ماء الحمام اخضر كل من يستحم منه مدة ثم يرجع إلى حاله قليلاً قليلاً وهذا قول لا أحقه.
العلاج: هو العلاج المشترك ومثل علاج الذراريح.
فصل في الحرذون:
إن ضرباً من الحراذين هو سالامندرا أو فيه تشابه من طباعه وما يشبهها قتال يعرض لمن شرب لحمه ورم اللسان وحكة وصداع وحرقة وغشاوة عين.
يؤخذ السمسم والخرنوب النبطي والسكر بالسوية ويسقى بسمن البقر ويجب أن يسقى اللبن الحليب ويمرخ بالدهن ويستحم.
فصل في شرب سالامندرا:
هذه ضرب من العظايا نصفها في باب العضّ ويعرض من ضربها أوجاع شديدة في المعدة وورم كالاستسقاء في البطن وكزاز واحتباس بول وقال غير هذا القائل وهو آطيوس الآمدي، وغيره أنه يعرض من شربه تورم اللسان وذهاب العقل واسترخاء وزمانة واسوداد مواضع من البدن وعفونة أجزاء من البدن تسقط إذا عولج الإنسان فصح.
فصل في علاجها:
علاجها المشترك علاج الأفيون وسقي الترياقات الكثيرة مثل الفاروق، والمثروديطوس ونحوه وأما أطيوس الآمدي فقد ذكر أن علاجه علاج من أخذ الذراريح ومما يخصه أن يؤخذ الراتينج وعلك البطم واحد منهما أو كلاهما مع الميعة أو مع الجنطيانا وينفعهم ماء طبيخ الكمافيطوس مطبوخاً فيه حب الصنوبر الصغار وورق السرو وبزر الأنجرة ويشرب مع زيت وكذلك ينفع منه مص السلحفاة البحرية والضفادع المطبوخة بفودنج.
فصل في الضفادع الآجامية الخضر والبحرية الحمر:
يعرض لمن شربها كمودة اللون إلى الصفرة ويورم البدن على سبيل الترهل وحرقة في الحلق والفم وعسر نفس وظلمة عين ودوار ونتن فم وربما تشنجوا أو امتدوا وأحياناً يعرض لهم إسهال دوسنطاريا وغثي وقيء واختلاط عقل وغشي وربما قذفوا المني والفضول بغير إرادة ومن تخلص منها لم يكد تسلم أسنانه بل تسقط.
فصل في العلاج:
يقيأ بالزيت والماء الحار أو بشراب كثير ويكثر الرياضة والتعرق في الحمام والأبزن الحار والتمريخ بالأدهان الحارة وينفعه دواء الكركم واللك وكل ما ينفع من الاستسقاء وينفعهم شراب كثير مع وزن ثلاثة دراهم أصول القصب وكذلك السعد وقصب الذريرة في الشراب.
فصل في الضفادع الصفر:
تنقطع منها الشهوة للطعام ويحمض الجشاء ويفسد اللون ويقع غثى وقيء ووجع فؤاد ويرم البطن والساقان.
فصل في العلاج:
العلاج قريب من علاج الضفادع الأول الآجامية والبحرية.
القسم الآخر من هذا القسم السمك البارد السمك البارد وخصوصاً الموضوع في مكان ندي فإنه يعرض منه أعراض الفطر وربما لم يظهر شيء إلى يوم أو يومين.
العلاج: علاجه التقيئة وسائر علاج الفطر.
فصل في الشواء المغموم:
واللحم الفاسد يجب إذا شوي لحم أي لحم كان أن لا يغم بل يترك مكشوفاً حتى يتنقس فإنه إن غُم صار سماً تعرض منه علامات الهيضة من الكرب وانطلاق البطن وربما فقد طاعمه عقله يوماً ويومين وربما سبت وقد يقتل.
فصل في العلاج:
يقيأ ويسقي الميبة والميسوسن والشراب الريحاني مع عصارة السفرجل والتفاح والطين المختوم جيد له بعد القيء وتعالج هيضته بعلاج الهيضة.

.فصل في الجنس الثاني من الحيوانية:

وهو مثل المرارات القاتلة وطرف ذنب الأيل.
فصل في مرارة الأفعى:
هذه من السموم التي إذا سقيت على النحر الذي به يقتل تواتر الغشي وقلما نفع الدواء.
فصل في العلاج:
إن نفع شيء فالتقيئة بالسمن حالاً بعد حال والمبادرة إليه بعد القيء بالترياق والمثروديطوس والبادزهر أجلّ شيء له والمسك ودواؤه وإذا تواتر الغشيّ أوجر الشراب وماء لحم الفراريج مع شيء من المسك أو من دواء المسك.
فصل في مرارة النمر:
يعرض لمن يشرب منه أن يتقيأ مرّة خضراء وصفراء ويجد ريح الصبر في أنفه وطعمه في فيه ويعرض منه في العين يرقان وهو قتّال فإن جاوز ثلاث ساعات رجي.
فصل في العلاج:
يقيأ كما تدري ويسقي الترياق الخاص به وهو أن يؤخذ من الطين المختوم وحب الغار جزء جزء ومن أنفحة الغزال أربعة أجزاء ومن بزر السذاب والمر من كل واحد نصف جزء يعجن بعسل والشربة مثل الجوزة ومع ذلك يقيأ أيضاً ويجب أن يكون قد اتخذ له أبزن من ماء الرياحين.
فصل في مرارة كلب الماء:
قال بعضم: إن أكل إنسان مرارة كلب الماء قدر عدسة قتل بعد أسبوع.
العلاج: يسقي سمن البقر مع الجنطيانا الرومي والدارصيني وأيضاً أنفحة الأرنب ويتمرخ.
فصل في طرف ذنب الأيل:
يعرض لمن شربه كرب شديد وغشي وهو سم قاتل.
العلاج: يقيّأ شاربه كما تدري وأجوده بالسمن والشيرج ثم يسقي البندق والفستق وفيلزهرج معجونة معاً كل مرة بندقة كبيرة ويسقى ذلك في اليوم أربع مرات.

.فصل في الجنس الثالث من الحيوانية:

الثور الطري:
يعرض لمن شرب الطري منه عسر نفس ووجع اللوزتين والمريء وحمرة لسان وقطع دم جامد في الأسنان واللثة وغثيان شديد وكرب واضطراب وربما ظهر تأكل في الأسنان ثم يؤدي إلى خنق وكزاز.
فصل في العلاج:
يجب أن يبادر هؤلاء إلى الحقنة والإسهال فإن تقيأه خطر فربما اندفع ما لا يطاق دفعه فخنق ويجب أن يسقى الأدوية الناقعة في جمود الدم مثل: التين الفج المملوء لبناَ وبزر الكرنب وأصول الأنجذان والحلتيت والبورق ورماد حطب التين في الخل والفلفل في الخل وعصارة ورق العليق في الخلّ والأنافح في الخل.
فإذا قطعت الأدوية الدم الجامد في بطونهم أسهلوا حينئذ وتضمّد بطونهم بدقيق الشعير مع مالي قراطون.
يخضر منه الوجه ويتورم ويسيل من البدن عرق منتن ومن الإبطين.
العلاج: يقيأ بماء فاتر ويسقى الطلاء مع دهن ورد وزن نصف درهم زراوند ونصف درهم ملح أندراني وينفع منه ترياق الطين المختوم.
فصل في بيض الحرباء:
زعم بعضهم أن من شرب من بيض الحرباء قتل في الحال وإن لم يتدارك لم ينفع شيء.
علاجه: يسقى زرق البازي في الطلاء ثم يقيأ قيأً تاماً ويمرخ جسده بالسمن البقري ويكمد رأسه بالملح ويطعم النتن اليابس والرند والجنطيانا.
فصل في اللبن الفاسد:
هو الذي يستحيل في طريق الحموضة إلى عفونة أخرى ويتولد عنه دوار وغثي ومغص في فم المعدة وربما عرضت منه هيضة قتالة.
فصل في العلاج:
القيء بماء العسل ثم شرب الشراب الصرف مع الفلافلي ويكمد معدته بدهن الناردين.
فصل في الدم الجامد:
إن الدم إذا جمد في البطن كان لا محالة سمًا من هذا الجنس وإن كان إنما استفاد السمية لا من خارج البدن لأنه حيث يجمد فيه من أفضية البطن من الصدر والمعدة والأمعاء والمثانة تعرض منه أعراض رديئة فإنه إذا جمد في الصدر ذهب اللون وصغر النبض وضعف وأدى أولاً إلى تواتر واسترخاء المريض وأدى إلى الغشي.
وإذا جمد في المعدة برد البدن وعرض اختناق وصغر نبض وغشي مترادف.
وإذا جمد في المثانة عرض أعراض قريبة مما ذكر وكذلك في الأمعاء.

.فصل في الأدوية العامة لذلك:

هي الأقحوان الأبيض خاصة والأحمر أيضاً المقل والحاشا والأنافح ثلاث أوبولوسات وخصوصاً أنفح الأرنب ولبن التين والخل الحريف والحلتيت وماء رماد خشب التين المكرر ومما أورد وهو عجيب لبن الماعز قالوا أنه يذيب اللبن الجامد في الجوف أجمع أو يؤخذ الانجذان والكرنب أجزاء سواء يسقى في الخل وهو دواء عجيب.
فصل في علاج جمود الدم في المعدة والمثانة:
هذا كنا قد ذكرنا في الكتاب الثالث مرة فليقابل البابان فنقول أن صاحبه يجب أن يقيأ إن أمكن بالعسل وعصارة الكرفس وينفع من ذلك ترياق الطين المختوم وطحين القرطم إذا ذوب في الماء الحار كان نافعاً جدا وهذا الدواء الذي نحن نصفه.
ونسخته: يؤخذ من الطين المختوم ثمانية دراهم أنفحة الأرنب ستة وثلاثون درهماً أنفحة الغزلان إثنان وثلاثون درهماً جنطيانا أربعة دراهم زراوند مدحرج أربعة دراهم بزر السذاب البري أربعة دراهم مرّ أربعة دراهم حلتيت أربعة دراهم يعجن بعسل والشربة منه كالجوزة في ماء حار أو في سكنجبين.
وأيضاً: يؤخذ رماد التين وزن درهمين مع مخ الأرنب مقدار مثقال وأظنه أنفحة الأرنب يدافان في خل خمر ويشرب والملح الأندراني مع أنفحة.
الجدي.
أيضاً: أو مثقال من خرء الكلب ويخصّ ما ينعقد منه في المثانة أن يعطي العليل عصارة ورق زرين درخت فإن له خاصية عجيبة في ذلك ويدام شرب السكنجبين والترياق والمثروديطوس والمدرات القوية وورق البرنجاسف والحلتيت وعصارة الكرفس وبزر الفجل كل ذلك في السكنجبين وفي الخل أيضاً فإن الخل دواء جيد لهذا الشأن وكذلك مثقال من القردمانا بماء حار أو نصف مثقال من حلتيت أو شربة من غاريقون أو سانيوس أو شيء من الأنافح أو درهمين من حب البلسان أو درهمين من أظفار الطيب أو درهمين من عود الفاوانيا وتستعمل الأدوية المفتّتة للعصا مشروبة ومحقونة وطلاء ويزرق في مثانته وزن نواة من ملح مسحوق محلول في ماء أو يستعمل ماء رماد الكرم فإن لم ينجع هذا لم يكن بد من الشق عن الدم الجامد واستخراجه كما تستخرج الحصاة.
قد يجمد اللبن في المعمة بسبب من الأسباب الموافية المجمدة أو لاستعداد قوي في اللبن أو لأنفحة شربت في اللبن ويعرض منه عرق بارد وغشي وحمى نافض وإن كان جموده مع أنفحة فهو أردأ وأسرع إلى الخنق وجمود اللبن في المعدة من جنس جمود الدم وتعرض منه الأحوال الرديئة مثل ما يعرض من ذلك ومن السموم فإنه يعرض أيضاً لجموده في المعدة برد البدن وصغر النبض واختناق مضيق للنفس وغشي وربما انتفخ بطن صاحبه.
فصل في العلاج:
يجب أن يجنب من تجبّن اللبن في معدته الملوحات فانها تزيده تجبناً ولكن يجب أن تسقيه الخلّ وحده أو ممروجاٌ بماء واسقه من الفودنج اليابس وزن خمسة دراهم فإنه عجيب يحلّله من ساعته ولقوته في ذلك يمنع اللبن الحليب عن الجمود ويرققه واسقه من الأنافح شيئاً إلى مثقال فإنها تحلّله وتخرجه بقيء أو إسهال واسقه أيضاً الأدوية المذكورة لجمود الدم في المعدة وخصوصاً ما يتخذ من الطين المختوم مما ذكرته ودواء الأنجذان والكبريت أو يسقيان بالسوية في الخلّ وماء رماد خشب التين أيضاً إذا كرر استعمال الرماد فيه.